موقف الزوجة من زوجها الذي يسب الدين
السؤال
ما حكم العيش مع زوجي؟ مع العلم أنه بذيء اللسان ويسب الدين باستمرار ويحمل من على النت أفلاما محرمة، أو يأتي بها من أحد معارفه، ويهينني باستمرار، وعلى ذلك كله فقد كرهته، ومعي منه طفلان، فماذا أفعل؟ وعندما تحصل مشكلة معي يضربني ويهينني، ولكنني حالياً أرد عليه عندما يهنيني برد عادي جدا بسبب القهر والملل منه، ولا أرد له الشتيمة التي يسبني بها، فأرجو الرد بسرعة؟ وأستغفر الله العظيم الذي لا إله غيره.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان زوجك يسب الدين فهو كافر لا يحل لك البقاء معه، فقد سئل الشيخ عليش ـ المالكي: ما قولكم في رجل جرى على لسانه سب الدين من غير قصد، هل يكفر أو لا بد من القصد؟ فأجاب: نعم ارتد، لأن السب أشد من الاستخفاف، وقد نصوا على أنه ردة، فالسب ردة بالأولى، وفي المجموع: ولا يعذر بجهل وزلل لسان. انتهى. فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك.
وقد اختلف العلماء في الفرقة بين الزوجين عند ارتداد أحدهما، فذهب بعضهم إلى حصول الفرقة بمجرد الردة، وبعضهم إلى توقفها على انقضاء عدة الزوجة قبل التوبة، كما اختلفوا في هذه الفرقة، هل هي فسخ أو طلاق؟ وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 25611.
وعليه؛ فإنه إذا تاب زوجك وأقلع عن سب الدين قبل انقضاء العدة فإنك لا تزالين زوجة على ما رجحه الشافعية من كون الفرقة لا تحصل بنفس الردة، بل بانقضاء العدة قبل التوبة.
وبخصوص إساءته لك ومشاهدته للمحرمات يمكنك مناصحته في ذلك، فإن لم يرجع عنه وكان يحصل لك ضرر بين بذلك فلك طلب الطلاق منه؛ لكن ينبغي أن توازني بين الطلاق وبين صبرك على حاله، وأما إذا لم يتب من سب الدين فلا يحل لك البقاء معه ولا تمكنيه من نفسك، وعليك أن تطلبي الطلاق أو الخلع منه، ولعل الله يخلف عليك خيراً منه، قال الله تعالى: وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ {النساء:130}.
والله أعلم.