السياق التاريخي
كُتب كتاب "الدفاع عن حقوق المرأة " ضد الثورة الفرنسية والمناقشات التي أٌجريت في بريطانيا. تناول المعلقين السياسيين البريطانين موضوعات تتراوح من الحكومة الممثلة لحقوق الإنسان إلى الفصل بين الكنيسة والدولة في الحرب الحية وأحياناً في الحرب الظالمة، والتي يطلق عليها الآن ثورة الجدل. أثيرت العديد من هذه القضايا في فرنسا أولاً. كانت يلستونكرافت أول من دخل هذا المعمعة عام 1790م بكتاب " الدفاع عن حقوق الرجل "، رداً على كتاب إدموند بيرك (Edmund Burke) " انعكاسات على الثورة الفرنسية " (1790).[2] في هذه " الانعكاسات " انتقد بيرك وجهة نظر الكثير من المفكرين البريطانيين والكتاب الذين رحبو بالمراحل الأولى من الثورة الفرنسية. حينما رأو أن هذه الثورة نظيره للثورة المجيدة في بريطانيا في سنة 1688م، والتي قيدت صلاحيات النظام الملكي، ناقش بيرك ذلك بأن المناظرة التاريخية المناسبه كانت الحرب الإنجليزية الأهلية (1651-1642) والذي تم فيها إعدام تشارلز الأول(Charles I ) في سنة 1649م. ووضح أن الثورة الفرنسية تعتبر اسقاط عنيف للحكومة الشرعية. كما قال في كتابه أيضاً أن ليس للمواطنين حق في الثورة ضد حكومتهم لأن الحضارة توافقٌ في الآراء الإجتماعية والسياسية، هذه هي تقاليدها التي لا يمكن أن تكون تحديًا بشكل مستمر، والنتيجة هي الفوضى. أحد حجج ولستونكريف الرئيسية في كتابها " حقوق الرجال"، والتي نٌشرت بعد كتاب بيرك بستة أسابيع، أن الحقوق لا تقوم على التقاليد، ويجب أن تٌصدق الحجج لأنها معقوله وعادله بغض النظر عن أساسها في التقاليد.[3]
عندما قدم تشارلز موريس تاليران – بيريجورد كتابه "تقرير حول التعليم العام" sur l'instruction publiqueRapport للتجمع القومي National Assembly في فرنسا عام 1791, كانت ماري ويلستونكرافت متحفزة جدا للرد عليه [4], إذ ذكر تاليران في توصياته المتعلقة بالنظام القومي للتعليم: (دعونا نقوم بتجهيز النساء اللاتي لا يتطلعن إلى تلك المزايا التي ينكرها الدستور عليهن, بل ليعلمن ويقدرن تلك الأمور التي يضمنها الدستور لهن..... الرجال مقدر لهم أن يعيشوا على مسرح الحياة, التعليم العام مناسب لهم: لأنه يضع نصب أعينهم مبكرا مشاهد الحياة, فقط مع اختلاف الأبعاد. البيت الأبوي (الأسري) أفضل للتعليم النسائي: لديهن حاجة أقل ليتعلمن التعامل مع اهتمامات الآخرين, من أن يتعودن على الحياة الهادئة والمنعزلة [5]) أهدت ولستونكرافت كتابها (حقوق المرأة) إلى تاليران وذكرت في الإهداء: "بعد قرائتي بسرور كبير الكتيب الذي نشرته مؤخرا, أهدي هذا الكتاب لك: لحثك على إعادة النظر في هذا الموضوع, وأن تزن بنضج ماقدمته في مايتعلق باحترام حقوق المرأة والتعليم القومي." [6]. بنهاية العام 1791 نشرت الناشطة النسوية (الناشطة بحقوق المرأة) أوليمب دو غوج Olympe de Gouges كتابها "إعلان حقوق
المرأة والمواطنة" Declaration of the Rights of Woman and itizenthe Female C , وبهذا أصبح التساؤل عن حقوق المرأة محورا للنقاشات والمناظرات السياسية في كلا من فرنسا وبريطانيا[2] .
"حقوق المرأة " هو امتداد لحجج ولستونكرافت في " حقوق الرجال " . في " حقوق الرجل" وكما يوحي العنوان، تشعر بالقلق على حقوق رجال معينين ( رجال القرن الثامن عشر الميلادي البريطانيين) بينما في "حقوق المرأة" ، فهي تشعر بالقلق على الحقوق الممنوحة "للمرأة"، كفئة مجردة. ستونكرافت لا تحدد حججها لنساء القرن الثامن عشر الميلادي أو للنساء البريطانيات. يتناول الفصل الأول من " حقوق المرأة " مسألة الحقوق الطبيعية (natural rights) ويسأل عن من لديه هذه الحقوق الغير قابلة للتنازل وعلى أي أساس. و تجيب انه طالما أن الحقوق الطبيعية قد منحت من قبل الله فإن من الخطيئة حرمان جزء من المجتمع للجزء الآخر منها، [7] بالتالي فإن " حقوق المرأة " لا يشارك فقط في أحداث معينة في فرنسا وبريطانيا ولكنها أيضا تثيرأسئلة أكبر لدى الفلاسفة السياسيين المعاصرين أمثال جون لوك (John Locke ) وجان جاك روسو (Jean-Jacques Rousseau).[8